تمثل الشيطان بخروج الميت من القبر
قال: (وآخرون يأتي أحدهم إلى قبر من يعظمه، ويحسن به الظن من الصالحين وغيرهم؛ فتارة يرى القبر انشق ويخرج منه إنسان على صورة ذلك الرجل، وتارة يرى ذلك الإنسان قد دخل في القبر، وتارة يراه إما راكباً وإما ماشياً داخلاً إلى مكان ذلك الميت كالقبة المبنية على القبر).وهذا كثير ما يتحدث به المنحرفون، فيقول أحدهم: أنا بنفسي ذهبت إلى ضريح الشيخ ورأيته -إن كان يعرفه- تماماً، وإن كان قد قرأ أوصافه فإنه يحلف الأيمان أنها مثل الأوصاف التي قرأها عنه، وأنه دخل تحت القبة، أو خرج وسلم عليَّ وغير ذلك، وقال لي كذا، وقلت له كذا.قال: (ويظن أن ذلك هو الرجل الصالح، وقد يظن أن قوماً استغاثوا به فذهب إليهم، ويكون ذلك شيطاناً تصور بصورته)، أي قد يستغيث به بعض مريديه فيخرج فيغيثهم، ثم يعود إلى القبر. قال: (وهذا جرى لغير واحد ممن أعرفهم). فهنا يتكلم الشيخ عمن حدثوه بها، وقال: (وتارة يستغيث أقوام بشخص يحسنون به الظن: إما ميت أو غائب، فيرونه بعيونهم قد جاء، وقد يكلمهم، وقد يقضي بعض حوائجهم، فيظنونه ذلك الشخص الميت، وإنما هو شيطان زعم أنه هو وليس هو إياه، وكثيراً ما يأتي الشخص بعد الموت في صورة الميت-فقد يأتي شخص في صورة ذلك الميت- فيحدثهم، ويقضي ديونهم، ويرد ودائعهم، ويخبرهم عن الموتى) أي: عن أحوال الموتى، وهو كاذب في ذلك، قال: (ويظنون أنه هو الميت نفسه قد جاء إليهم، وإنما هو شيطان تصور بصورته، وهذا كثير جداً؛ لا سيما في بلاد الشرك كبلاد الهند ونحوها).وأكثر بلاد العالم تعلقاً بهذا النوع من السحر، وتتلاعب الشياطين بعقولهم: هي بلاد الهند ؛ ففيها هذه الأنواع بصورة كبيرة جداً، وإلى الآن وهم كذلك، وهم لا شك عند أهل الكتاب جميعاً من المسلمين واليهود و النصارى ليسوا على حق، وأن رجال دينهم ليسوا بأولياء الله تعالى، وأن هذه الخوارق ليست كرامات، إذاً فعليكم -أي: معشر اليهود ، ومعشر النصارى ، وكذلك معشر الصوفية - أن تتفطنوا، فقد يكون حال بعض من تدعون هو من جنس ما يقع لأولئك الهنادك.